قَلَمٌ فِی المَطالِبِ

إِبۡرآهِیۡمُ المَمِیۡداوِیُّ الحَمِیۡداوِیُّ الأَهۡوازِیُّ

قَلَمٌ فِی المَطالِبِ

إِبۡرآهِیۡمُ المَمِیۡداوِیُّ الحَمِیۡداوِیُّ الأَهۡوازِیُّ

● الفَوۡرُ وَ التَّراخِی

إِخۡتَلَفَتۡ کَلِمَةُ أَهۡلِ التَّحۡقِیۡقِ عَلیٰ صِیۡغَةِ إِفۡعَلۡ، هَلۡ تَدُلُّ عَلیٰ

الفَوۡرِ أَوِ التَّراخِی إِذا لَمۡ یَتَبَیَّنۡ واحِدٌ مِنَ الأَمۡرَیۡنِ؟

 

مِنۡهُمۡ قالُوا: عَلیٰ الفَوۡرِ، وَ مِنۡهُمۡ: عَلیٰ التَّراخِی، وَ بَعۡضٌ:

عَلیٰ نَحۡوِ الإِشۡتَراکِ، وَ قَوۡمُنا: رَفَضُوهُما مِنۡها مُطۡلَقاً.

 

وَ الحَقُّ هُوَ الأَخِیۡرُ، أَیِ: الرَّفۡضُ، لٰکِنۡ لَوۡ صَدَرَ مِنۡ غَیۡرِ اللهِ

یُفۡهَمُ الفَوۡرُ وَ الدَّلِیۡلُ الأَوَّلُ، ذَمُّ العُقلاءِ لِلۡعَبۡدِ عِنۡدَ عَدَمِ

التَّلَبُّسِ بِالفِعۡلِ بَعۡدَ دَسۡتُورِ المَوۡلیٰ مُباشَرَتاً، وَ الثّانِیُّ،

لِحُصُولِ مُؤَمِّنٍ، وَ لا یَصِحُّ تَرۡکُ المَأۡمُورِ بِهِ لِلۡتَراخِی بِمُجَرَّدِ

احۡتِمالِ أَنۡ یَکُونَ طَلَبُ المُوۡلیٰ عَلیٰ التَّراخِی.

وَ أَمّا لَوۡ کانَ المَوۡلیٰ اللهَ سُبۡحانَهُ وَ تَعالیٰ، فَیُفۡهَمُ مِنۡ طَلَبِهِ

جَوازُ التَّراخِی مَعَ أَوۡلَوِیَّةِ الفَوۡرِ مِنۡ شِدَّةِ رَحۡمَتِهِ بِالعِبادِ وَ

دَلِیۡلُنا الآیَتانِ:

قالَ اللهُ تَعالیٰ:۝وَ سارِعُوا إِلىٰ مَغۡفِرَةٍ مِنۡ رَبِّکُمۡ وَ جَنَّةٍ

عَرۡضُها السَّماوَاتُ وَ الأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ۝،

وَ قالَ:۝وَ لَوۡ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَکُمۡ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلٰکِنۡ لِیَبۡلُوَکُمۡ

فِی ما آتَاکُمۡ فَاسۡتَبِقُوا الخَیۡرَاتِ۝.

إِسۡتَدَلَّ بِهٰذَیۡنِ الآیَتِیۡنِ السَّطۡحِیُّونَ لِلۡفَوۡرِ، وَ رَءاهُما

المُتَعَمِّقُونَ دَلِیۡلاًَ عَلیٰ جَوازِ التَّراخِی بِأَوۡلَوِیَّةِ الفَوۡرِ، فَسَنُبَیِّنُ

ذٰلِکَ.

نَعۡلَمُ بِالوُضُوحِ بِأَنَّ أَسۡبابَ المَغۡفِرَةِ لا تَنۡحَصِرُ بِالواجِباتِ إِذِ

المُسۡتَحَبّاتِ أَیۡضاً مِنۡ أَسۡبابِها، وَ کَذا فِی الخَیۡراتِ، وَ عَلَیۡهِ

لایُمۡکِنُ أَنۡ تَکُونَ المُسارِعَةُ وَ المُسابِقَةُ واجِبَتَیۡنِ لِأَنَّهُ لَوۡ قُلۡنا

کَذٰلِکَ لَصارَ المُسۡتَحَبُّ واجِباً.

فَمُرادُ اللهِ فِی هٰذَیۡنِ الآیَتَیۡنِ هُوَ التَّوۡصِیَّةُ بِالأَوۡلَوِیَّةِ، وَ

الأَوۡلَوِیَّةُ هُنا المُسارِعَةُ وَ المُسابِقَةُ فِی ما یُسَبِّبُ المَغۡفِرَةَ،

فَیَعۡنِی اللهُ فِیۡهِما: المُسارِعَةُ وَ المُسابِقَةُ ـ فِی إِصۡطِلاحِنا

الفَوۡرُـ أَوۡلیٰ لِلۡعِبادِ مِنۡ عَدَمِهِما وَ التَّراخِی، وَ هٰذا مَعۡناهُ أَنۡ

لا بَأۡسَ لَوۡ عَمَلَ العَبۡدُ فِی ما یُسَبِّبُ المَغۡفِرَةَ بِالتَّراخِی وَ تَرۡکُ

ما هُوَ أَوۡلیٰ، أَیِ: الفَوۡرُ.

قالَ اللهُ فِی هٰذَیۡنِ الآیَتَیۡنِ العَمَلُ بِالفَوۡرِ فِی ما یُسَبِّبُ

المَغۡفِرَةَ أَوۡلیٰ لَکُمۡ مِنَ التَّراخِی، وَ أَسۡبابُ المَغۡفِرَةِ کَما أَشَرۡنا

عَسیٰ أَنۡ تَکُونَ واجِبَةً وَ عَسیٰ أَنۡ تَکُونَ مُسۡتَحَبَّةً، وَ وَرَدَتۡ

فِی هٰذا المَضۡمُونِ رَوایاتٌ وَ أَحادِیۡثٌ کَثِیۡرٌ، وَ وَصَّتۡ لِلۡعَمَلِ

الصَّالِحِ بِالفَوۡرِ حَتَّیٰ لا یَکُونَ مَجالاً لِلۡوَسۡوَسَةِ.

وَ دَلِیۡلُنا عَلیٰ أَنَّهُ وَصَّیٰ بِالمُسارِعَةِ مِنۡ بابِ الأَوۡلَوِیَّةِ لا مِنۡ

بابِ الوُجُوبِ، هُوَ لِأَنَّهُ وَصَّیٰ بِالمُسۡتَحَبِّ إِضافَةً عَلیٰ ما

وَصَّیٰ بِالواجِبِ، وَ المُسارِعَةُ فِی المُسۡتَحَبِّ لا تَصِحُّ أَنۡ

تَکُونَ عَلیٰ نَحۡوِ الوُجُوبِ، کَیۡفَ وَ هُوَ یَجُوزُ تَرۡکُهُ رَأۡساً؟

فَتَبَتَ عَلیٰ نَحۡوِ الأَوۡلَوِیَّةِ لا مَناصَ.

فَأَوۡلَوِیَّةُ المُسارِعَةِ ـ الفَوۡرِـ وَرَدَتۡ عَلیٰ الواجِبِ لِأَنَّهُ قِسۡمٌ

مِنۡ قَوۡلِهِ: إِلیٰ مَغۡفِرَةٍ مِنۡ رَبِّکُمۡ، فَالفَوۡرِ وارِدٌ عَلیٰ الواجِبِ

عَلیٰ نَحۡوِ الأَوۡلَوِیَّةِ لا عَلیٰ نَحۡوِ اللُّزُومِ.

 

تَکۡمِلَةٌ

وَ أَمَّا مَبۡنانا فِی الفَوۡرِ وَ التَّراخِی، هُوَ الرَّفۡضُ، أَیۡ: رَفۡضُهُما

مِنۡ إِفۡعَلۡ، وَ نَعۡنِی بِذٰلِکَ، أَنۡ لا تَدُلَّ صِیۡغَةُ إِفۡعَلۡ عَلیٰ أَیٍّ

مِنۡهُما بِالذَّاتِ بَلۡ بِالقَرِیۡنَةِ، وَ لٰکِنۡ لَوۡ کانَ الآمِرُ اللهَ، فَیُفۡهَمُ

أَوۡلَوِیَّةُ الفَوۡرِ مَعَ جَوازِ التَّراخِی عِنۡدَ عَدَمِ القَرائِنِ، وَ دَلِیۡلُنا

عَلیٰ مُدَّعانا، قَوۡلُهُ سُبۡحانَهُ:﴿سارِعُوا إِلیٰ مَغۡفِرَةٍ مِنۡ رَبِّکُمۡ﴾،

إِسۡتَدَلَّتۡ بِها السَّطۡحِیُّونَ لِلۡفَوۡرِ، وَ رَءَاها المُتَعَمِّقُونَ عَلیٰ غَیۡرِ

ذٰلِکَ، فَسَنُبَیِّنُ:

﴿سارِعُوا﴾ فِعۡلُ أَمۡرٍ ـ وَ الأَمۡرُ یَدُلُّ عَلیٰ الوُجُوبِ إِلّٰا ما

خَرَجَ بِالقَرِیۡنَةِ ـ لا یَدُلُّ عَلیٰ الوُجُوبِ، وَ قَرِیۡنَتُهُ عَلیٰ عَدَمِ

الدَّلالَةِ قَوۡلُهُ﴿إِلیٰ مَغۡفِرَةٍ مِنۡ رَبِّکُمۡ﴾،أَیۡ: سارِعُوا بِالأَعۡمالِ

الَّتِی تُسَبِّبُ مَغۡفِرَةَ رَبِّکُمۡ، وَ مِنۡ جُمۡلَةِ هٰذِهِ الأَعۡمالِ، أَعۡمالُ

المُسۡتَحَبَّةِ، فَمِنۡ هُنا ظَهَرَ بِأَنۡ لا یَصِحَّ لِفِعۡلِ سارِعُوا أَنۡ

یَکُونَ دَالَّاً عَلیٰ الوُجُوبِ لِأَنَّهُ لَوۡ کانَ کَذٰلِکَ لَصارَ المُسۡتَحَبُ

واجِباً، فَتَثۡبُتُ الأَوۡلَوِیَّةُ، أَیِ: المُسارِعَةُ فِی الأَعۡمالِ الَّتِی

تُسَبِّبُ المَغۡفِرَةَ أَوۡلیٰ مِنۡ عَدَمِهِ، أَیۡ: مِنۡ عَدَمِ المُسارِعَةِ،

فَمِنۡ جُمۡلَةِ هٰذِهِ الأَعۡمالِ، أَعۡمالُ الواجِبَةِ، فَالمُسارِعَةُ

بِالأَعۡمالِ الواجِبَةِ الَّتِی تُسَبِّبُ المَغۡفِرَةَ، أَوۡلیٰ مِنۡ عَدَمِ

المُسارِعَةِ وَ التَّراخِی بِها، فَثَبَتَ أَوۡلَوِیَّةُ الفَوۡرِ لٰا وُجُوبِهِ مَعَ

جَوازِ التَّراخِی.

ابراهیم ممیداوی
۲۱ شهریور ۰۰ ، ۱۹:۳۳ موافقین ۰ مخالفین ۰ ۰ نظر

● المَرَّةُ وَ التَّکۡرارُ

إِنۡ دَلَّ الدَّلِیۡلُ عَلیٰ أَنَّ المَوۡلیٰ یَطۡلُبُ الفِعۡلَ مَرَّةً واحِدَةً

فَمَرَّةً واحِدَةً، کَصِحۡ صَیۡحَةً، فَکَلِمَةُ صَیۡحَةٍ مَصۡدَرٌ لِبَیانِ

وُقُوعِ الفِعۡلِ مَرَّةً.


وَ إِنۡ دَلَّ عَلیٰ التَّکۡرارِ فَالتَّکۡرارِ، کَرَاجِعِ الطَّبِیۡبَ إِلیٰ أَنۡ

تَطِیۡبَ، فَإِلیٰ أَنۡ تَطِیۡبَ دَلِیۡلٌ عَلیٰ التَّکۡرارِ.

 

وَ هٰذا مَحَلُّ وِفاقٍ وَ لانِزاعَ فِیۡهِ بَیۡنَهمۡ وَ النِّزاعُ واقِعٌ فِی ما

إِذا لَمۡ یَدۡلُلۡ دَلِیۡلاً عَلیٰ أَحَدِهِما وَ وَرَدَ مُطۡلَقاً.

 

فَقالَ بَعۡضٌ: عِنۡدَ إِطۡلاقِها تَدُلُّ عَلیٰ المَرَّةِ، وَ آخرُونَ: عَلیٰ

التَّکۡرارِ، وَ قَوۡمٌ: أَنَّها مَوۡضُوعَةٌ لَهُما عَلیٰ نَحۡوِ الإِشۡتَراکِ

اللَّفۡظِیِّ، وَ فِئَةٌ: لا تَدُلُّ عَلیٰ أَحَدِهِما بِوَجۡهٍ مِنَ الوجُوهِ، وَ

إِنَّما یُسۡتَفادُ أَحَدُهُما مِنَ القَرائِنِ الخارِجِیَّةِ.

 

وَ أَمّا مَذۡهَبُنا الرَّفۡضُ، وَ نَعۡنِی بِذٰلِکَ أَنَّ الطَّلَبَ خالٍ مِنۡهُما

تَماماً، أَیِ: مِنَ المَرَّةِ وَ التَّکۡرارِ، وَ لا یَدُلُّ عَلَیۡهِما فِی الذَّاتِ

أَبَداً وَ دَلِیۡلُنا عَلیٰ ما ادَّعَیۡناهُ هُوَ فَهۡمُ أَهۡلِ اللُّغَةِ مِنۡ لُغَتِهِم وَ

هُوَ الرَّفۡضُ وَ قَوۡلُهُم فِی لُعَتِهِم حُجَّةٌ، فَهٰذا إِجۡمالٌ وَ أَمَّا

التَّفۡصِیۡلُ:

قَوۡلُ أَهۡلِ کُلِّ لُغَةِ فِی لُغَتِهِمۡ حُجَّةٌ مِنَ الحُجَجِ لِأَنَّهُمۡ مِنۡ

أَهۡلِها، فَهُمۡ أَدۡریٰ مِنۡ غَیۡرِهِم بِما فِیۡها.

طَلَبُ المَوۡلیٰ لا یَدلُّ عَلَیۡهِما فِی الذَّاتِ أَبَداً وَ لِإِفادَتِهِما لابُدَّ

مِنۡ قَرِیۡنَةٍ، وَ الدَّلِیۡلُ أَهۡلُ اللُّغَةِ، أَعۡنِی إِذا مَثَلاً قُلۡتَ لِمَنۡ کانَ

مِنۡهُم: أُرۡکُضۡ ساحَةَ المَلۡعَبِ دَوۡراً واحِداً، أَوۡ تَقُولُ لَهُ:

أُرۡکُضۡ ثَلاثاً، سَیَفۡهَمُ تِعۡدادَ الرَّکَضاتِ مِنۡ دَوۡراً وَ ثَلاثاً، لا

مِنۡ غَیۡرِهِما وَ هُما قَرِیۡنَتانِ لِیَدُلَّانِ عَلیٰ التِّعۡدادِ، وَ إِنۡ

جَهَلۡتَهُما وَ لَمۡ تَذۡکُرۡهُما فِی الکَلَامِ لَبَقیٰ المُکَلَّفُ فِی تَحَیُّرٍ فِی

التِّعۡدادِ و کَمِّیَّةِ الرَّکَضاتِ، فَلُوۡ کانَ الطَّلَبُ یَدُلُّ عَلیٰ

أَحَدِهِما فِی الذَّاتِ لَلَزَمَ عَدَمُ التَّحَیُّرِ الَّذِی صَدَرَ مِنۡ أَهۡلِ

اللُّغَةِ وَ اللَّفۡظانِ یَصۡبَحانِ بَعۡدَئِذٍ تَأۡکِیۡدَیۡنِ لِمَدۡلُولَیۡ صِیۡغَةِ

إِفۡعَلۡ وَ حَذۡفُ التَّأۡکِیۡدِ لایَخِلُّ فِی ما فُهِمَ وَ لا یُسَبِّبُ التَّحَیُّرَ

لِأَنَّهُ زائِدٌ، کَما إِذا حَذَفۡتَ واحِداً مِنَ الجُمۡلَةِ، فَتَحَیُّرُ أَهۡلِ

اللُّغَةِ عِنۡدَ حَذۡفِهِما هُوَ شاهِدٌ عَلیٰ عَدَمِ دِلالَةِ إِفۡعَلۡ عَلیٰ

المَرَّةِ وَ التَّکۡرارِ.
 
وَ أَمّا فِی ما إِذا وَرَدَ الطَّلَبُ مُطۡلَقاً وَ مِنۡ دُوۡنِ قَرِیۡنَةٍ تَدُلُّ

عَلیٰ المَرَّةِ أَوِ التَّکۡرارِ فَیُفۡهَمُ المَرَّةُ إِنۡ کانَ المَوۡلیٰ فِی مَقامِ

البَیانِ لِأَنَّهُ إِذا کانَ فِیۡهِ، أَیۡ: فِی مَقامِ البَیانِ، لابُدَّ عَلیٰ

المَوۡلیٰ مِنۡ تَبۡیِیۡنِ أَیٍّ مِنۡهُما، وَ إِلّٰا، أَیۡ: إِذا لَمۡ یَکُنۡ فِی مَقامِ

البَیانِ فَعَلَیۡنا الإِسۡتِطۡلاعُ إِنۡ تَوَفَّرَ وِ إِلّٰا نَکۡتَفِی بِما یَصۡدُقُ

عَلَیۡهِ الإِمۡتِثالُ وَ هُوَ یَصۡدُقُ بَالمَرَّةِ إِلیٰ أَنۡ یَثۡبُتَ خِلافُهُ وَ إِلّٰا

فَلا.

ابراهیم ممیداوی
۲۱ شهریور ۰۰ ، ۱۳:۴۹ موافقین ۰ مخالفین ۰ ۰ نظر

● التَّبادُرُ

لِماذا وُضِعَتِ الأَلۡفاظُ؟ وَ ما فَلۡسَفَةُ وَضۡعِها؟ وُضِعَ کُلُّ لَفۡظٍ

إِلیٰ مَعۡنیٰ المَوۡضُوعِ لَهُ ـ کَوَضۡعِ لَفۡظِ الأَسَدِ إِلیٰ مَعۡناه وَ هُوَ

الحَیۡوانُ المُفۡتَرِسُ ـ لِلۡتَّفاهُمِ وَ بِهِ بَعۡضُنا یَفۡهَمُ بَعۡضَنا الآخَرِ،

وَ هٰذا لا یَحۡصَلُ إِلّٰا بَعۡدَ تَبادُرِ ذِهۡنِ السَّامِعِ وَ انۡحِدارِهِ مِنَ

اللَّفۡظِ المَوۡضُوعِ إِلیٰ المَعۡنیٰ المَوۡضُوعِ لَهۡ، فَلُوۡ لا التَّبادُرُ وَ

انۡحِدارُ ذِهۡنِ السَّامِعِ إِلیٰ المَعۡنیٰ، لَما اسۡتَطَعۡنا أَنۡ نَفۡهَمَ ما

یَقُولُ بَعۡضُنا وَ لا اسۡتَطَعۡنا أَنۡ نُفَهِّمَهُم، وَ أَصۡبَحَ الوَضۡعُ

بَعۡدَئِذٍ عَبَثاً.

بِعِبارَةٍ أُخریٰ، عُمِلَ عَمَلُ الوَضۡعِ بِأَمَلِ تَبادُرِ ذِهۡنِ السَّامِعِ إِلیٰ

المَعۡنیٰ بَعۡدَ الرُّسُوخِ، فَلَوۡ سُلِبَ التَّبادُرُ لَصارَ عَمَلُ الوَضۡعِ

لَغۡواً وَ مُهۡمَلاً.

فَاتَّضَحَ بَعۡدَ ما قُلۡنا حُجِّیَّةُ التَّبادُرِ، کَیۡفَ لا یَکُونُ حُجَّةً مَنۡ

کانَ أَمَلَ الوَضۡعِ وَ سَبَباً لِلۡتَفاهُمِ؟؟؟

 

زِیادَةٌ

حِیۡنَما أَرادَتۡ أَصۡنافُ البَشَرِ التَّفاهُمَ مَعاً إِظۡطَرَّتۡ لِوَضۡعِ

الأَلۡفاظِ فَجُعِلَ بِإِزاءِ کُلُّ مَعۡنیٰ لَفۡظٌ وَ هٰذا کَما بَیَّنَّا سابِقاً

بِأَمَلِ تَبادُرِ ذِهۡنِ السَّامِعِ إِلیٰ المَعۡنیٰ بَعۡدَ سَمۡعِ اللَّفۡظِ مِنۡ أَیٍّ

ما، أَعۡنِی وَضَعُوا الأَلۡفاظَ وَ هُمۡ مُتَوَقِّعُونَ عَلیٰ أَنَّها إِنۡ

سَمَعَها السَّامِعُ یَنۡسَبِقُ ذِهۡنُهُ إِلیٰ مَعۡناها المَوۡضُوعَةِ لَهُ لٰا

لِغَیۡرِها فَلَوۡ ذِهۡنُ السَّامِعِ لَمۡ یَتَبادَرۡ إِلیٰ مَعۡنیٰ اللَّفۡظِ فَالجَعۡلُ

أَصۡبَحَ بَعۡدَ ذٰلِکَ لٰا ثَمَرَةَ فِیۡهِ.


فَمِنۡ هُنا تَبۡرُزُ أَهَمِّیَّةُ التَّبادُرِ وَ حُجِّیَّتُهُ لِأَنَّهُ أَمَلُ الجَعۡلِ وَ لَوۡ

لا التَّبادُرُ لَما حَصَلَ التَّفاهُمُ، فَسَبَبُ التَّفاهُمِ التَّبادُرِ.

 

شُبۡهَةٌ:

تَقَوَّلَتۡ قَوۡمٌ بِرَدِّ التَّبادُرِ وَ رَفۡضِ حُجِّیَّتِهِ وَ هُوَ إِنۡسِباقُ الذِّهۡنِ

مِنَ اللَّفۡظِ إِلیٰ المَعۡنیٰ بَعۡدَ سَمۡعِهِ، وَ تَبَرۡهَنُوا لِذٰلِکَ کَذٰلِکَ،

أَیۡ: لَوۡ قالَ قائِلٌ: رَأَیۡتُ أَسَداً، وَ انۡسَلَّ، وَ نَحۡنُ حَسَبَ

التَّبادُرِ تَبادَرۡنا إِلیٰ الحَیۡوانِ المُفۡتَرِسِ ثُمَّ ظَهَرَ القائِلُ وَ

انۡکَشَفَ خِلافُهُ أَیۡ: کانَ یَعۡنِی بِهِ الرَّجُلَ الشُّجاعَ ذا الهَیۡبَةِ،

فَبِالنَّتِیۡجَةِ وَ مُنۡتَهیٰ الأَمۡرِ أَصۡبَحَتۡ نَتِیۡجَةُ التَّبادُرِ خَطَأً وَ مَنۡ

کانَ نَتِیۡجَتُهُ خَطَأً لا یُصۡلَحُ أَنۡ یَکُونَ حُجَّةً.

الإِجابَةُ:

کَما هُوَ الظّاهِرُ مِنَ المُتاقَوِّلِیۡنَ بِهٰذِهِ الشُّبۡهَةِ عَدَمُ إِطِّلاعِهِم

بِفَلۡسَفَةِ وُجُودِ التَّبادُرِ، وُضِعَ التَّبادُرُ لا لِلۡوصُولِ إِلیٰ الحَقِیۡقَةِ

مُطۡلَقاً بَلۡ لِحَلِّ المُشۡکِلِ کَحُکۡمِ: عَلیٰ المُدَّعِی البَیِّنَةُ وَ عَلیٰ

المُنۡکِرِ الیَمِیۡنُ، فَیَمِیۡنُ المُنۡکِرِ عِنۡدَ عَدَمِ بَیِّنَةِ المُدَّعِی لا تَصِلُنا

إِلیٰ الحَقِیۡقَةِ بَلۡ لِحَلِّ النِّزاعِ، فَعَسیٰ قَسَمُهُ کِذۡباً وَ زُوراً.

ابراهیم ممیداوی
۲۰ شهریور ۰۰ ، ۱۹:۰۶ موافقین ۰ مخالفین ۰ ۰ نظر

الإِسۡمُ المَخۡتُومُ بِتاءِ المَغۡلُولَةِ(ة) کَمَثَلِ رَحۡمَةٍ، إِمّا یُضافُ وَ إِمّا لا یُضافُ.

فَإِنۡ لَمۡ یُضَفۡ، فَلایَجُوزُ أَنۡ تُبۡسَطَ تائُهُ المَغۡلُولَةُ أَبَداً،

کَمَثَلِ:♧وَ ما أَرۡسَلناکَ إِلّا رَحۡمَةً لِلۡعالَمِیۡنَ♧.

فَإِذا أُضِیۡفَ، فَإِمّا أَنۡ یُضافَ إِلىٰ ضَمِیۡرٍ مُتَّصِلٍ، وَ إِمّا إِلىٰ غَیۡرِهِ.

فَإِلىٰ الضَّمِیۡرِ، فَلابُدَّ مِنۡ أَنۡ تُبۡسَطَ تاءُهُ، کَمَثَلِ:♧وَ وَهَبۡنا لَهُ مِنۡ رَحۡمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِیًّا♧.

وَ إلىٰ غَیۡرِهِ فَالخِیارانِ، کَمَثَلِ: ♧ذِکۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّکَ عَبۡدَهُ زَکَرِیّا♧وَ ♧قالَ وَ مَنۡ یَقۡنَطُ مِنۡ رَحۡمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالُّونَ♧،

وَ الأَرۡجَحِیَّةُ مَعَ المَبۡسُوطَةِ.

ابراهیم ممیداوی
۲۹ تیر ۰۰ ، ۱۶:۵۹ موافقین ۰ مخالفین ۰ ۰ نظر

✶نَفِیُ الإِسۡتِعۡلاِء.

 

بِــسۡـمِ الـلّٰـهِ الـرَّحۡـمٰـنِ الـرَّحِـیۡـمِ

 

۝إِنَّ الـلَّـهَ یَـأۡمُـرُ بِـالعَـدۡلِ وَ الإِحۡـسـانِ وَ إِیۡـتـاءِ ذِی

القُـرۡبـىٰ وَ یَـنۡـهَـىٰ عَـنِ الفَـحۡـشـاءِ وَ المُـنۡـکَـرِ وَ البَـغۡـیِ

یَـعِـظُـکُم لَـعَلَّـکُم تَـذَکَّـرُونَ۝

 

مُـقَـدَّمَـةٌ:


لا یَصِـحُّ لِلۡذاتِ المُتَلَبِّـسِ بِمَبۡـداءِ الواعِظِیَّـةِ وَ مَبۡـداءِ

النّاصِحِیَّـةِ بِـالفِعۡلِ، الإِسۡتِـعۡلاءُ لِأَنَّـهُ قَبِیۡـحٌ فَـلا بُـدَّ مِـنَ

الإِسۡتِـخۡفاضِ بأَجۡنِحَتِـهِ، هٰـذا هُوَ الَّذِی یَفۡهَمُـهُ العُـرۡفُ وَ

المُتَـبادَرُ فِـی الأَذۡهانِ، وَ إِذا إِسۡتَـعۡلیٰ فِـی تَلَبُّسِـهِ بِـهِما

بِـالفِعۡلِ، لَرَدَعَتۡـهُ النّـاسُ وَ لا نَسَبَـتۡ عَلَیۡـهِ هٰـذَیۡـنِ

الصِّفَتَـیۡنِ، کَیۡـفَ واعِـظٍ وَ ناصِـحٍ هٰـذا یَسۡتَـعۡلِی حِیۡـنَ

وَعۡظِـهِ وَ نَصِیۡحَتِـهِ عَلَیۡـهِم!؟فَصَـحَّ السَّـلۡبُ.

 

أَقُـولُ:


لَوۡ کانَ مِـنۡ شَـرۡطِ الذّاتِ المُتَلَبِّـسِ بِمَبۡـداءِ الآمِرِیَّـةِ بِـالفِعۡلِ،

الإِسۡتِـعۡلاءُ، لَـما صَـحَّ تَلَبُّـسُهُ بِـهِ بِـالفِعۡلِ، وَ هُوَ مُتَلَبِّـسٌ

بِـالواعِظِیَّـةِ بِـالفِعۡلِ لِـوُقُوعِ التَّناقُضِ، لِأَنَّ الآمِرِیَّـةَ مِـنۡ

شَرۡطِ صاحِبِـها الإِسۡتِـعۡلاءُ وَ الواعِظِیَّـةَ عَـدَمُ الإِسۡتِـعۡلاءِ.

فَـهٰذِهِ الآیَـةُ قَـدۡ جَمَّعَتۡ بَیۡنَـهُما فِی اللهِ تَـعالیٰ، فَـلَوۡ أَزۡعَمُ

کَـما زَعَمُـوا بِـشَرۡطِ إِسۡتِــعۡلاءِ الآمِـرِ، الأَمۡـرَ یـَکُونُ أَمۡـراً،

لَتَناقَضَ بَعۡضُـها بَعۡضـاً، أَعۡنِـی: یَـکُونُ اللهُ فِـی آنٍ واحِـدٍ وَ

بِـالفِعۡلِ مُسۡتَـعۡلِیاً لِأَنَّـهُ آمِـرٌ، وَ غَیۡـرَ مُسۡتَـعۡـلٍ لِأَنَّـهُ واعِـظٌ.

 

فَـأَقُـولُ مـا قالَتۡـهُ الکِـفایَـةُ: الإِسۡتِـعۡلاءُ لَیۡـسَ فِـی الآمِـرِ

شَـرۡطـاً. فَـیَکُونُ أَمۡـرُ الآمِـرِ أمۡـراً وَ إِنۡ کانَ مُسۡتَـخۡفِـضاً

بِـجَناحَیۡـهِ عِنۡـدَ العُقَـلاءِ.

ابراهیم ممیداوی
۲۳ تیر ۰۰ ، ۱۵:۲۲ موافقین ۰ مخالفین ۰ ۰ نظر
src="http://picHAk.net/blogcod/time-data/time-data.js">

كد ساعت


  • وب پرشین ووی